Freitag, 11. Juli 2014

سرطان المثانة و التوقيت الآمن لاستئصاله


 سرطان المثانة ورم شائع ومنتشر في كل أنحاء العالم وخصوصاً في جمهورية مصر العربية نتيجة الإصابة بمرض البلهرزيا وفي عدة دول عربية وأفريقية ومنها المملكة العربية السعودية.



 



أبرز أسبابه التدخين وبعض المبيدات والمواد السامة التي يتعرض إليها الإنسان في عمله والالتهابات البولية المزمنة وحصيات المثانة وخصوصاً التشوهات الجينية التي تعتبر أهم عامل في حصوله وتقدمه. من أعراضه المألوفه التي توحي بوجوده البيلة الدموية الظاهرية أو المجهرية والإلحاح في التبول مع تكراره وحدوث ألم أثنائه في غياب أي التهابات بولية.



 



يُشخص هذا السرطان بالأشعة فوق الصوتية أو المقعطية أو الرنين المغناطيسي أو تصوير الجهاز البولي بالصبغة وبواسطة علم الخلايا ويثبت وجوده ونوعه ودرجة خبثه وطوره بتنظير المثانة وأخذ خذعات من الورم وتحليله نسيجياً. وقد يصيب هذا السرطان الرجال والنساء، وحتى الأطفال بيد أن نسبة حدوثه أعلى عند الرجال بمعدل 3 إلى 4 أضعاف. ومن مميزاته أنه يكون عادة سطحياً أي على ظهارة المثانة أو تحتها في حوالي 70٪ من الحالات ومتقدماً إلى عضلاتها وغشاوتها الخارجية بنسبة 30٪ تقريباً. وبالرغم أن الورم السطحي إذا ما شمل الظهارة فقط يعتبر قليل الخبث مع معدل تقدمه في حوالي 5٪ فقط إلا أنه يتعاود بنسبة عالية تصل إلى حوالي 70٪ ويمكن أن ينتشر إلى عضلات المثانة خصوصاً إذا ما امتد تحت ظهارتها بنسبة عالية تتجاوز 50٪ إلى 80٪ من تلك الحالات حسب درجة خبثه ومدى امتداده تحت الظهارة.



ويتم العلاج عادة حسب نوعه ودرجة خبثه وامتداده في جدار المثانة إما بقطعه بواسطة منظار القطع أثناء تنظير المثانة أو بالليزر إذا ما كان سطحياً أو باستئصال المثانة والبروستاتا والحويصلات المنوية والغدد اللمفية في الحوض جراحياً إذا ما امتد إلى عضلاتها أو بواسطة المعالجة الكيميائية والمداوة بالأشعة مع أو بدون جراحة استئصالية كاملة إذا ما شمل امتداده غشاوة المثانة الخارجية أو الأعضاء المحيطة بها أو الغدد اللمفية في الحوض وأما إذا ما انتشر إلى أعضاء أخرى كالرئة والكبد والعظام وغيرها فمعالجته تتم كيميائياً.



 



 



وفي حال امتداد الورم تحت الظهارة وخصوصاً إذا ما كان ذا خبث مرتفع فيتم استئصاله بواسطة تنظير المثانة ويُعالج بزرق مواد كيميائية كالميتوكيسين س أو بلقاح BCG أو الأنثرفيرون المناعي لمدة ساعة أو ساعيتن أسبوعياً ولمدة 6 أسابيع يتبعها العلاج المناعي المستمر بمواد ب. س. ج أو أنثرفيرون شهرياً لمدة سنتين أو ثلاث. وأما في حال فشل هذا العلاج أو تقدم الورم وامتداده إلى عضلات المثانة وخصوصاً إذا ما ترابط مع وجود سرطان سطحي ذي خبث عال CARCINOMA IN SITU يتم استئصال المثانة جراحياً لمنع انتقال المرض وانتشاره إلى عدة أعضاء في الجسم حيث تصبح معالجته في غاية الصعوبة وأمل الشفاء منه ضئيل جداً.



 



وقد دار جدل طبي جدي حول توقيت العملية الجراحية الاستئصالية وضرورة اجرائها في أقرب وقت ممكن بعد تشخيص السرطان المتقدم في عضلات المثانة أو إمكانية تأجيلها لبضعة أشهر بدون أي خطر من انتشار المرض وبروز نقائل له تحول دون فائدة إجراء تلك العملية. وقد افتقرت معظم الأبحاث إلى الأسس العلمية المتبعة والمعترف بها للتمييز بين بقاء المريض على قيد الحياة بعون الله سبحانه وتعالى، إذا ما أجريت العملية في غضون 3 أشهر أو أكثر.



 



وقد اختلفت نتائج الأبحاث حول مدة الانتظار مثل إجراء عملية الاستئصال الجراحي التي قد تعتبر آمنة وغير مؤثرة على بقاء المريض على قيد الحياة بعون الله عز وجل، بعد القيام بها إذ أن بعضها أظهر فرقاً ذا معنى إحصائي إذا ما تأخر إجراؤها على 3 أشهر مثلاً مع أمل المريض في البقاء على قيد الحياة بإذن الله سبحانه وتعالى لخمس سنوات أو أكثر بنسبة حوالي 61٪ و63٪ إذا ما تم إجراؤها في غضون 3 أشهر وحوالي 18٪ إلى 49٪ إذا ما انجزت بعد تلك الفترة الزمنية. ولكن بعض الاختبارات الأخرى لم تظهر أي فرق بين تلك الفئتين إذا ما حددت مدة الانتظار قبل إجراء العملية إلى شهرين أو ثلاثة أشهر.



 



وبناءً على هذا التفاوت الهام في النتائج الذي اربك الاخصائيين في جراحة المسالك البولية والتناسلية وحدّ من التقيد بها لتطبيق القواعد الأساسية من حيث مدة الانتظار الآمنة قبل استئصال المثانة والبروستاتا والحويصلات المنوية والغدد اللمفية عند الرجال والمثانة والرحم والمبيضات وقسم من المهبل والغدد اللمفية عند النساء قام الدكتور علاء مختار وفريق من اخصائيي جراحة المسالك البولية والتناسلية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض بدراسة مفصلة وقيمة تابعنا خلالها 180 رجلاً و47 امرأة أجريت لهم العملية الاستئصالية ما بين سنة 1975م و2003م وتوبعوا لمدة تتجاوز بين 4 أشهر وحوالي 223 شهراً بعدها حدد الحد الأقصى إلى القيام بتلك الجراحة إلى 75 يوماً وقورنت نتائج احتمال البقاء على قيد الحياة ودرجة خبث وامتداد الورم وطوره بين الذين خضعوا إلى العملية قبل أو بعد تلك الفترة من الانتظار. وأظهر ذلك الاختبار السريري أن الحد الفاصل بين نجاح أو فشل العملية الجراحية كان بحدود 40 الى 75 يوماً تقريباً عند تأخير القيام بالجراحة وكانت نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات أو أكثر بإذن الله سبحانه وتعالى، 61٪ إذا ما كانت فترة الانتظار أقل من 75 يوماً و18٪ إذا ما فاقت تلك المدة.



 



وأما بالنسبة إلى العوامل التي أثرت على تلك النتائج فأبرزها أن التأخير ترافق مع طور متقدم للورم واحتمال حصول غزو الخلايا السرطانية للاوعية الدموية اللمفية وتقدم المرض عبر جدار المثانة وبروز نقائل له في الغدد اللمفية وخارج جدار المثانة. وقد عزينا الفرق بين نتائجنا وتلك التي لم تظهر أي تأثير من جراء تأخير الجراحة على معدل الوفيات إلى عدة عوامل أبرزها الميثورولوجيا المتبوعة في تلك الأبحاث وعدد المرضى المشمولين في الدراسات ومدة المتابعة والقواعد الإحصائية الحيوية المطبقة في مختلف تلك الدراسات مقابل دراستنا الخاصة.



 



وبالخلاصة رغم الجدل القائم حول أهمية تأخير عملية استئصال المثانة الكاملة عند إصابتها بسرطان ذي خبث مرتفع وطور متقدم في عضلاتها فإن معظم الدراسات ومنها الدراسة التي أجريناها في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض أبرزت تأثير ذلك التأخير على احتمال بقاء المريض على قيد الحياة أو شفائه بإذن الله عز وجل، مع تدن ملحوظ في نسبة الشفاء وزيادة في درجة خُبث الورم وامتداده محلياً أو انتقاله إلى الغدد اللمفية والأوعية الدموية واللمفية أو انتشاره إلى أعضاء أخرى في الجسم كالرئة والكبد والحوض والعظام والدماغ.. وقد أظهرت معظم تلك الاختبارات أن الحد الأقصى للتأخير في القيام بالعملية الجراحية إذا ما تعدى 75 يوماً أو 3 أشهر قد يؤدي إلى نتائج وخيمة لا تتعدى نسبة حوالي 18٪ من البقاء على قيد الحياة أو الشفاء من المرض بعون الله عز وجل مقارنة بنسبة حوالي 63٪ لمن خضعوا لتلك المعالجة الجراحية قبل تلك المدة. وإذا ما أثبتت الدراسات الإضافية المحكمة والمستقبلية وذات العمى المزدوج تلك النتائج فيصبح من المهم جداً على جراحي المسالك البولية والتناسلية أن يقنعوا مرضاهم بوجوب إجراء العملية الاستئصالية للمثانة بأسرع وقت ممكن وبدون أي تردد أو تأخير للحصول على أفضل النتائج فضلاً عن أنه من واجب الأطباء تثقيف مرضاهم حول هذا السرطان القاتل مع شرح مفصل عن مميزاته والتشدد على تفادي استعمال مختلف الأعشاب والجرعات والكي الجلدي وغيرها من الوسائل التخبيرية التي لا فائدة لها على الإطلاق وقد تفوت الفرصة على استئصال هذا الورم في أوائل مراحله وتؤدي إلى تأخير خطير بالنسبة إلى تطبيق علاج فعال له قد يشفيه بإذن الله إذا ما زال محصوراً في المثانة.



 



 



سرطان المثانة و التوقيت الآمن لاستئصاله

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen